في هذا الموضع يقول ابن بطال في شرحه في الجزء العاشر صفحة أربعمائة وتسعة وعشرين قوله:((في ملأ خير منهم)) هذا نص من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الملائكة أفضل، أن الملائكة أفضل من بني آدم، وهذا مذهب جمهور أهل العالم أن الملائكة أفضل من بني آدم، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، وعلى هذا شواهد من كتاب الله، منها قوله تعالى:{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [(٢٠) سورة الأعراف] يقول: ولا شك أن الخلود أفضل من الفناء، فكذلك الملائكة أفضل من بني آدم وإلا فلا يصح معنى الكلام، يقول ابن حجر: تُعقب -يعني ابن بطال- بأن المعروف عند جمهور أهل السنة أن صالحي بني آدم أفضل من سائر الأجناس، أن صالحي بني آدم أفضل من سائر الأجناس، والذين ذهبوا إلى تفضيل الملائكة الفلاسفة، ثم المعتزلة، وقليل من أهل السنة من أهل التصوف وبعض أهل الظاهر ابن حجر يتعقب ابن بطال في وقوله: هذا مذهب جمهور أهل العلم، يقول: تُعقب بأن المعروف عند جمهور أهل السنة أن صالحي بني آدم أفضل من سائر الأجناس، والذين ذهبوا إلى تفضيل الملائكة الفلاسفة، ثم المعتزلة، وقليل من أهل السنة من أهل التصوف وبعض أهل الظاهر، فمنهم من فاضل بين الجنسين فقالوا: حقيقة الملك أفضل من حقيقة الإنسان؛ لأنها نورانية، وخيرة، ولطيفة، مع سعة العلم والقوة وصفاء الجوهر، وهذا لا يستلزم تفضيل كل فرد على كل فرد لجواز أن يكون في بعض الأناسي ما في ذلك وزيادة.