للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكرامتها، ثم قال لهم: «وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟ " فقالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت وأديت، فقال بأصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس: " اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد (١) » وإن كل مسلم ليشهد حقا لهذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأنه بلغ الأمانة، وأدى الرسالة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، يشهد له بكمال البلاغ، وكمال البيان، لا خير إلا دلنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه، تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ما من سبيل يقربنا إلى الله إلا دلنا عليه وأمرنا به، وما من سبيل يبعد عن الله إلا حذرنا منه.

صلى الظهر والعصر في هذا اليوم جمعا وقصرا، ثم وقف بعرفة حتى غربت الشمس عليه، ثم انصرف إلى مزدلفة وصلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير مع القصر، وبات بها، ثم صلى بها الفجر، ثم وقف عند المشعر الحرام، ثم دفع إلى منى.

[تحذير المفتين في المناسك من الإفتاء بما يخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم]

معشر المفتين، أيها المفتون في المناسك، إن الكثير من المفتين يغلطون في أمر المناسك، وربما أفتى بعضهم بفتيا مخالفة لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاتقوا الله أيها المفتون فيما تفتون به، وتحروا الصواب، تحروا سنة رسول الله، وأفتوا الناس بمقتضاها، ولا تضلوا الناس عن سواء السبيل.

إن الوقوف بعرفة حتى تغرب الشمس واجب، هذا هدي نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، لم يزل واقفا حتى غربت الشمس، فلما غربت وغاب القرص


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: المغازي، باب: حجة الوداع، (فتح الباري ٣ \ ٧٣١، ح٤٤٠٣) ، ومسلم في صحيحه ٢ \ ٨٩٠، كتاب: الحج، باب: حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ح (٢١٣٧) ، وتكرار لفظ '' اللهم اشهد'' عند مسلم

<<  <   >  >>