وأخرج البيهقي في الشعب: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن طاهر الدقاق أخبرنا أحمد بن سلمان حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أرأيت هذا الذي يحدث عنك أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم؟ فقال: حق.
وأخرج سعيد بن منصور عن عطاء أن سلمان أصاب مسكا فاستودعه امرأته فلما حضره الموت قال: أين الذي كنت استودعتك؟ قالت: هو ذا، قال: فأذيفيه بالماء ورشيه حول فراشي فإنه يحضرني خلق من خلق الله لا يأكلون الطعام ولا يشربون الشراب ويجدون الريح.
وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سماك عن جرير قال: خرجت إلى فارس فقلت: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فسمعني رجل فقال: ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقال: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي، فبدا لي فقال: شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك فصار جليسي يحدثني وأحدثه، فقال ذات يوم، إني ممن يسترق السمع، والليلة نوبتي فقلت: هل لك أن اجيء معك؟ قال: نعم فتهيأ ثم أتاني فقال خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها فتهلك، فأخذت بمعرفته، فعرج حتى لمستب السماء، فإذا قائل يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فسقطوا لوجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به يدخل بعد أيام فجعلت أقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، ثم قال لي: قد حفظته؟ فانقطع عنا.