ذلك من أهل العلم فلا حرج لاختلاف العلماء في ذلك، وإن كان من عوام الناس زجر عن الخوض في مثل هذا، فإن عاد ادب، إذ ليس لهم الكلام في مثل هذا، وقال القرافي: أعلم أنه يجب على كل مكلف تعظيم الأنبياء بأسرهم، وكذلك الملائكة ومن نال من أعراضهم شيئا فقد كفر، سواء كان بالتعريض أو بالتصريح، فمن قال في رجل يراه شديد البطش: هذا أقسى قلبا من مالك خازن النار، وقال في رجل رآه مشوه الخلق: هذا أوحش من منكر ونكير؛ فهو كافر إذا قال ذلك في معرض النقص بالوحاشة والقساوة، قلت: وما ذكر في هذه المسألة والتي قبلها من الأدلة القاطعة على تفضيل رسل الملائكة على الصحابة وأولياء البشر.
مسألة: قال إمام الحرمين والغزالي: لا يستصحب في الخلاء شيئا عليه إسم معظم، قال الإسنوى: فيدخل فيه أسماء جميع الأنبياء والملائكةن زاد الزركشي في الخادم: إذا صحت رسالتهم، قال: بخلاف إسم ولى، قلت: وهذا أيضا من الأدلة على ما أشرنا إليه.
مسألة:
قال النووي في الأذكار: أجمع من يعتد به على جواز الصلاة واستحبابها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالا، وأما غيرهم فالجمهور على أنه لا يصلي عليهم ابتداء، فلا يقال أبو بكر صلى الله عليه وسلم، واختلف في هذا المنع فقال بعض أصحابنا: هو حرام، والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهية تنزيه، قلت: وهذا أيضا من الأدلة على ما أشرنا إليه.
مسألة:
قال الشيخ عز الدين بن جماعة في شرح بدء الأمالي: المكلفون على ثلاثة أقسام، قسم كلف من أول الفطرة قطعا وهم الملائكة وآدم وحواء وقسم لم يكلف من أول الفطرة قطعا، وهم أولاد آدم، وقسم فيهم نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان.