للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقصة إبليس، والصواب عصمة جميهم وتنزيه نصابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم وينزلهم عن جليل مقدارهم، قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سيقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة ويقولن إنه أبو الجن كما أن آدم أبو الإنس. انتهى.

وقال الصفوى الأرموى في رسالته: الملائكة معصومون والدليل عليه من وجه:

أحدها: قوله تعالى في وصفهم: (وَيفعَلُونَ ما يُؤمَرون) وقوله تعالى: (وَهُم بأَِمرِهِ يَعمَلُون) الأنبياء: ٢٧ وهما يتناولان فعل المأمورات وترك المنهيات؛ لأن النهي أمر بالترك، ولأنه سيق في معرض التمدح وهو إنما يحصل بمجموعها، وثانيها: قوله تعالى: (يُسَبِحونَ اللَيلَ وَالنَّهارَ لاَ يَفتَرونَ) الأنبياء: ٢٠ وهو يفيد المبالغة التامة في الإشتغال بالعبادة وهو يفيد المطلوب، وثالثها: الملائكة رسل الله لقوله تعالى (جَاعِلُ المِلائِكَةِ رُسُلاً) فاطر: ١، والرسل معصومون لأنه تعالى قال في تعظيمهمك (اللَهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلٌ رِسالَتَهُ) الأنعام: ١٢٤ وهو يفيد المبالغة التامة في التعظيم، فيكونون أتقى الناس، احتج المخالف بقصة هاروت وماروت، وبقصة إبليس مع آدم وباعتراضهم على الله تعالى في خلق آدم بقولهم: (أتَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها) " البقرة: ٣٠ " وجوابه على سبيل الإجمال: أن جميع ما ذكرتم محتمل احتمالا بعيدا وقريبا وعلى التقديرين لا يعارض ما دل على عصمتهم من الصرائح والظواهر، وهذا الجواب في قصة هاروت وماروت أقعد من الجواب الذي قبله لما تقدم عند ذكرهما من الأحاديث الصحيحة، وقال القرافي: ومن اعتقد في هاروت وماروت أنهما بأرض الهند يعذبان على خطيئتهما مع الزهرة فهو كافر، بل هم رسل الله وخاصته يجب تعظيمهم وتوقيرهم تنزيههم عن كل ما يخل بعظيم قدرهم، ومن لم يفعل ذلك وجب إراقة دمه، وقال البلقيني في منهج الأصوليين: العصمة واجبة لصفة النبوة

<<  <   >  >>