لأعجب من اختلاف أبي هريرة وابن عمر، قال نافع عن ابن عمر: دخلت بيت حفصة فحانت التفاتة فرأيت كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة. وقال أبو هريرة: إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها. قال: صدقا جميعا؛ أما قول أبي هريرة فهو في الصحراء، إن لله عبادا ملائكة وجنا يصلون فلا يستقبلهم أحد يبول ولا غائط ولا يستدبرهم، وأما كتفهم هذه فإنما هي بيوت بينت لا قبلة فيها.
مسألة:
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: نقل القرطبي في المفهم عن بعض أهل العلم: أن لله تعالى ملكا يعرض المرئيات على المحل المدرك من النائم فيمثل له صورا محسوسة فتارة تكون أمثلة موافقة لما يقع في الوجود، وتارة تكون أمثلة لمعان معقولة، وتكونف ي الحالتين مبشرة ومنذرة قال القرطبي: ويحتاج فيما نقله عن الملك إلى توقيف من الشرع. انتهى.
وقال الإمام أبو بكر بن قورك في كتابه المسمى بالنظامي في مسألة: ان الله تعالى خالق واحد لا يجوز أن يكون خالق سواه، بعد أن استدل على ذلك بعدة أدلة: إني رأيت فيما يرى النائم حيث كنت أكتب هذه الأحرف وتركت الجزء من يدي ونمت ليلة الثلاثاء لخمس مضين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة قائلا يقول لي: لم لا تستدل في هذه المسألة بقوله تعالى: (الله الَّذي خلَقَكُم ثُمَّ رَزَقَكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيِكُم هَل مِن شُرَكائِكُم مِن يَفعَلُ مِن ذَلِكُم مِن شَيء سُبحانَهُ وَتَعالَى عَمَّا يُشرِكُونَ (الروم: ٤٠ ووجه الإستدلال من ذلك أن الله تعالى بين أن الرزق من عنده، والرزق كل شيء ينتفع به أو كل شيء يصل إلى العبد مما هو لا يستغني عنه، ويحصل به مما لا بد له منه، وجميع أكساب العبد داخله تحت هذا، وإن جميع ذلك أرزاق وهو من عند الله ويخلقها، وبين أن ليس لأحد أن يفعل من ذلك شيئا ولن يخلقه. أو لا خالق