للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قوله تعالى: (وَعَلى الأَعرافِ رِجالُ) الأعراف: ٤٦ قال: من الملائكة قيل: يا أبا مجلز الله تعالى يقول: رجال وأنت تقول: الملائكة قال: إنهم ذكورا ليسوا بإناث، وقال الحليمي في المنهاج ثم القونوي في مختصره: وقد قيل إن أصحاب الأعراف ملائكة يحبون أهل الجنة ويبكتون أهل النار، وهو بعيد لوجهين: أحدهما قوله تعالى (وَعَلى الأَعرافِ رِجالُ) والرجال: الذكور العقلاء، والملائكة لا ينقسمون إلى ذكور وإناث، والثاني إخباره تعالى عنهم وأنهم يطمعون أن يدخلوا الجنة، ولالمائكة غير محجوبين عنها كيف والحيلولة بين الطامع وطمعه تعذيب له ولا عذاب يومئذ على ملك. انتهى.

مسألة:

قال الحليمي ثم القونوى: والجن كالإنس في السؤال نوالحساب ودخول الجنة والنار، ويحتمل أن لا يكون بينهما في الجنة مخالطة تقتضي تجاورهما بل يكونون فيها كما كانوا في الدنيا وهو اللائق بنعيمها لما في تجاور الأضداد ومخالطة بعضهم لبعض من الوحشة المنغصة، ومما يقتضي التضاد بينهما كون الجن مخلوقين من النار والإنس من الماء والتراب، وأما الملائكة فالأشبه أنلا يكتب لهم عملن إذ الملك هو الذي يكتب فكان يحتاج كل ملك إلى آخر، ولا يحاسبون أيضا إذ لا سيئات لهم، وليسوا بأدنى رتبة ممن لا يحاسب من البشر، وأما الإثابة فقد قيل إنهم يثابون برفع التكليف عنهم إذ ليسوا من أهل المطاعم والمشارب والمناكح ليوردوا موارد بني آدم من الجنة، ويحتمل أن يكون لهموراء وضع التكليف عنهم نعمة أخرى أعدها الله لهم ولا تبلغها عقولنا.

فإنه تعالى يقول:) أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين

<<  <   >  >>