من وجهين: أحدهما: ان الكتابة لاتختص بالأقوال فإنهما يكتبان الأفعال والإعتقادات والنبات، والثاني: أن هذا التأويل وإن تاتي في اللسان على بعد، فإنه لا يتأتى في كون الريق مدادهما كما هو ظاهر، وأما على ماذا يكتبان فلم يرد فيه حديث ولا أثر، ولكن في الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة المنسوبة للغزالي: أن صحيفة المؤمن ورقة ورد، وأن صحيفة الكافر ورقة سدر والله أعلم.
مسألة:
قال القرطبي في التذكرة: قيل كيف يخاطب منكر ونكير جميع الموتى في الأماكن المتباعدة في الوقت الواحد؟
فالجواب: أن عظم جثتهما يقتضي ذلك، فيخاطبان الخلق الكثير في الجهة الواحدة في المرة الواحدة مخاطبة واحدة، بحيث يخيل لكل واحد من المخاطبين أنه المخاطب دون من سواه ويمنعه الله من سماع جواب بقية الموتى انتهى. وقال الحليمي في المنهاج: والذي يشبه أن يكون ملائكة السؤال جماعة كثيرة يسمى بعضهم منكرا وبعضهم نكيرا، فيبعث إلى كل ميت اثنان منهم كما كان الموكل عليه لكتابة أعماله ملكين انتهى.
مسألة:
رؤية الملائكة الآن ممكنة، كرامة يتكرم الله بها على من يشاء من أوليائه، نص على ذلك الإمام الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال، وتلميذه القاضي أبو بكر ابن العربي أحد أئمة المالكية في كتاب قانون التأويل، والقرطبي في التذكرة وغيرهم، ووقع ذلك لجماعة من الصحابة، وقد بسطت الكلام على ذلك في كتاب " تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك ".
مسألة:
أخرج الحاكم في المستدرك عن ابنعباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لما رأيت جبريل:) لم يره خلق إلا عمى، إلا أن يكون نبيا،