للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرجع ولم يأخذ شيئا وقال: يا رب، إنها عاذت بك فأعذتها، فبعث ميكائيل كذلك، فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض.

وأخرج الديلمي عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره. وما من أهل بيت إلا وملك الموت يتعاهدهم في كل يوم مرتين، فمن وجده قد انقضى أجله قبض روحه، فإذا بكى أهله وجزعوا قال: لم تبكون؟ ولم تجزعون؟ فوالله ما نقصت لكم عمرا، ولا حبست لكم رزقا، مالي ذنب وإن لي فيكم لعودة، ثم عودة، ثم عودة، حتى لا أبقى منكم أحدا (.

وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: ما على ظهر الأرض من بيت شعر ولا مدر إلا وملك الموت يطوف به كل يوم مرتين.

وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الأعلى التميمى قال: ما من أهل دار إلا وملك الموت يتصفحهم في اليوم مرتين.

وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت، وأبو الشيخ عن الحسن قال: ما من يوم إلا وملك الموت يتصفح في كل بيت ثلاث مرات، فمن وجده منهم قد استوفى رزقه، وانقضى أجله، قبض روحه؛ وأقبل أهله برنة، وبكاء، فيأخذ ملك الموت بعضادتى الباب فيقول: مالي إليكم من ذنب، وإنى لمأمور، والله ما أكلت لكم رزقا، ولا أفنيت لكم عمرا، ولا انتقصت لكم أجلا، وإن لي فيكم لعودة، ثم عودة، ثم عودة، حتى لا أبقى

<<  <   >  >>