ما تركتما شيئا أبيتماه على إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاخترا عذاب الدنيا (.
وأخرج البيهقى في شعب الإيمان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) أشرفت الملائكة على الدنيا فرأت بنى آدم فقالت: يا رب ما أجهل هؤلاء، ما أقل معرفة هؤلاء بعظمتك فقال الله عز وجل: لو كنتم في مسلاخهم لعصيتمونى قالوا: كيف يكون هذا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: فاختاروا منكم ملكين، فاختراوا هاروت وماروت، ثم أهبطا إلى الأرض وركبت فيهما شهوات بنى آدم ومثلت لهما امرأة فما عصما حتى واقعا المعصية فقال الله: اختارا عذاب الدنيا والآخرة، فنظر أحدهما إلى صاحبه قال: ما تقول، فاختر قال: أقول إن عذاب الدنيا ينقطع، وإن عذاب الآخرة لا ينقطع، فاختارا عذاب الدنيا، فهما اللذان ذكر الله في كتابه (وَما أُنزِلَ عَلى المَلَكين) الآية) البقرة: ١٠٢ (.
وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عمر أنه كان يقول: أطلعت الحمراء بعد؟ فإذا رآها قال: لا مرحبا، ثم قال: إن ملكين من الملائكة هاروت وماروت سألا الله أن يهبطا إلى الأرض، فكانا يقضيان بين الناس، فإذا أمسيا تكلما بكلمات فعرجا بها إلى السماء، فقبض الله لهما امرأة من أحسن الناس وألقيت عليهما الشهوة وألقيت في أنفسهما فلم يزالا حتى وعدتهما ميعادا فأتتهما للميعاد فقالت: علمانى الكلمة التي تعرجان بها فعلماها فتكلمت بها فعرجت إلى السماء