فدخل المدخل الَّذِي أجمعوا ليدخلوا عَلَيْهِ فِيهِ، فيقتلوه هُوَ وأصحابه، وهم ثلاثة عشر رجلا بعِيسَى، فَلَمَّا أيقن أنهم داخلون عَلَيْهِ وأتاه مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ متوفيه ورافعه إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا معشر الحواريين، أيكم يحب أن يكون رفيقي فِي الْجَنَّة عَلَى أن يشتبه للقوم، فيقتلوه مكاني، فَقَالَ جرجس: أنا، قَالَ: فاجلس، فدخلوا، وقد رفع عِيسَى، وَكَانَ
عدتهم حين دخلوا مع عِيسَى معلومة قَدْ رأوهم، وأحصوا عدتهم، فَلَمَّا دخلوا عَلَيْهِمْ ليأخذوا عِيسَى، فيما يرون، وأصحابه فقدوا من العدة رجلا، فَهُوَ الَّذِي اختلفوا فِيهِ، وكانوا لا يعرفون عِيسَى حَتَّى جعلوا للفرطوس ثلاثين درهما عَلَى أن يعرفهموه فَقَالَ لَهُمْ: نعم، إذا دخلتم عَلَيْهِ، فَإِنِّي سأقبله، فَهُوَ الَّذِي أقبل فَلَمَّا دخل دخلوا معه، وقد رفع عِيسَى، رأى جرجس فِي صورة عِيسَى، فلم يشك أَنَّهُ هُوَ، فأكب عَلَيْهِ فقبله وأخذوه وصلبوه، ثُمَّ إن بطرس ندم عَلَى مَا صنع، فاختنق بحبل حَتَّى قتل نفسه، فَهُوَ ملعون فِي النصارى، وَكَانَ أحد المعدودين من أصحابه "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
٥٢٥ - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} : " أهلكهم الله "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute