الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتّبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أمّا بعد:
فإنّه يسرّني أن أقدِّم إلى أهلِ العلمِ وطُلابِهِ جزءاً من تفسير إمامٍ، جليل القدر عظيم المكانة، ألا وهو الإمامُ ابنُ المنذر المتوفّى سنة ٣١٨ هـ رحمه الله وغفر له.
وهذا الجزءُ الذي تشرّفتُ بتحقيقه وخدمته هو الذي ذكره بروكلمان في "تاريخ الأدب العربيّ" ٣/٣٠١، والأستاذُ الدّكتور فؤاد سزكين في كتابه "تاريخ التّراث العربيّ" ٢/١٨٥. والأمل أن ييسّر الله تعالى العثورَ على بقيّه الأجزاء المفقودة من تفسير هذا الإمام الجليل الذي فسَّر كتابَ الله كاملاً، كما تدلُّ على ذلك النّصوصُ التي ستردُ في الحديث عن الكتاب.
ولخروج هذا الجزء قصّةٌ من الوفاء إيرادها.
فقد أشار عليَّ محدِّثُ المدينة النبوية فضيلةُ الشّيخ حمّاد بن محمّد الأنصاريّ -رحمه الله- أثناء إقامتي في المدينة النّبويّة أن أجمع في كتابٍ مستقلِّ ما انتُخب