للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي حروب بني إسرائيل بقيادة موسى ذاقوا النصر حين أطاعوه وساروا وفق خطته فقد "أرسل إسرائيل رسلًا إلى سيحون ملك الأموريين قائلًا: دعني أمر في أرضك.. فلم يسمح سيحون لإسرائيل بالمرور في تخومه ... وحارب إسرائيل فضربه إسرائيل بحد السيف وملك أرضه" "العدد ٢١: ٢١-٢٤".

كذلك ذاق بنو إسرائيل الهزيمة في معركة الجبل١ -وفيهم موسى- حين خرجوا إلى الحرب بهواهم ورفضوا أوامره. وفي هذا قال لهم موسى: "تنطقتم كل واحد بعد حرمه واستخففتم الصعود إلى الجبل فقال الرب لي: قل لهم لا تصعدوا ولا تحاربوا.. فكلمكم ولم تسمعوا بل عصيتم قول الرب وطغيتم وصعدتم إلى الجبل. فخرج الأموريون الساكنين في ذلك الجبل للقائكم وطردوكم كما يفعل النحل وكسروكم" "تثنية ١: ٤١-٤٤".

"ج" "أما النبي الذي.. يتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به.. فيموت ذلك النبي".

إن هذه الفقرة تحدد عقوبة النبي الذي يفتري على الله الكذب فيدعي أن الله أوحى إليه ولم يوح إليه شيء، فعقوبة ذاك النبي وأمثاله هي القتل. إن قوله: "يموت ذلك النبي" تعني قتله وإلا تصبح عديمة المعنى، لأن الموت نهاية كل حي سواء أكان نبيًا كاذبًا أم صادقًا.

إن ذلك ما تقوله التراجم القديمة: "أما النبي الذي يجترئ بالكبرياء ويتكم باسمي ما لم آمره بقوله: أو باسم آلهة غيري فليقتل".

لقد درج الكتاب المقدس على استخدام عقوبة الموت لتعني القتل كما في حدود الزنا:

"إذا زنى رجل مع امرأة.. فإنه يقتل، الزاني والزانية ... وإذا اقتربت امرأة إلى بهيمة لنزائهما، تميت المرأة والبهيمة إنهما يقتلان.. دمهما عليهما" "لاويين ٢: ١٠-١٦".


١ يذكرنا هذا على الفور بهزيمة المسلمين في معركة جبل أحد لأنهم خالفوا تعليمات الرسول -صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>