٤- أتى النبي رجل من بني عامر فقال: يا رسول الله، أرني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس. فقال له رسول الله:"ألا أريك آية"؟ قال: بلى، قال: فنظر إلى نخلة فقال: "ادع ذلك العذق". فدعاه فجاء ينقز بين يديه، فقال له رسول الله:"ارجع" فرجع إلى مكانه. فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلًا أسحر من هذا؟
٥- كان في المسجد جذع نخلة يسند رسول الله ظهره إليه إذا كان يوم جمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس فيه فقالوا: ألا نجعل لك يا رسول الله شيئًا كقدر قيامك؟
قال:"لا عليكم أن تفعلوا". فصنعوا له منبرًا ثلاث مراق. فلما جلس عليه. خار الجذع كما تخور البقرة ولم يسكن إلا بعد أن التزمه الرسول ومسحه.
٦- أبصر رسول الله بشر بن راعي العير وهو يأكل بشماله، فقال:"كل بيمينك". قال: لا أستطيع "ليس عن عجز وإنما تكبرًا" قال: "لا استطعت".
فشلت يده وما وصلت إلى فيه بعد ذلك.
٧- قال حبيب بن أساف: أتيت رسول الله أنا ورجل من قومي في بعض مغازيه، فقلنا: إنا نشتهي أن نشهد معك مشهدًا. قال:"أسلمتم"؟ قلنا: لا، قال:"فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين". قال: فأسلمنا.
وشهدت مع رسول الله فأصابتني ضربة على عاتقي فجافتني فتعلقت يدي.
فأتيت رسول الله، فتفل فيها وألزقها، فالتأمت وبرأت، وقتلت الذي ضربني.
٨- أتى جابر بن عبد الله إلى رسول الله فعرف في وجهه الجوع. فرجع إلى منزله فذبح داجنًا كانت عندهم وطبخها وثرد تحتها في جفنة وحملها إلى رسول الله. فأمره أن يدعو له الأنصار فأدخلهم عليه أرسالا. فأكلوا كلهم وبقي مثل ما كان، وكان رسول الله يأمرهم أن يأكلوا ولا يكسروا عظمًا. ثم إنه جمع العظام في وسط الجفنة فوضع عليها يده، ثم تكلم بكلام لا أسمعه إلا أني أرى شفتيه تتحرك، فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها.