للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

استمعت إليها تأثيرًا طيلة حياتي وذلك لما تميز به من سعة في الفكر ووضوح الرؤيا"١.

"جـ" وفي عام ١٩٦٥ أصدر المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان فقرة عن كتب العهد القديم جاء فيها:

"إن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان".

"د" ومنذ نزل القرآن والجاحدون له مصرون على اللغو فيه وإذاعة الأراجيف والترهات حول النبي الذي جاء به. ولقد سجل القرآن عليهم تلك المواقف وأقام عليهم الحجج التي أعجزتهم وأشياعهم إلى يوم الدين.

لقد كان مما قالوه: {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا، وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: ٤-٥] .

وقالوا: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: ١٠٣] .

لقد كان الأولى بذلك المعلم الخرافي أن يظهر بتعليمه. بدلًا من أن يعطي الفضل لغيره، ولكن ما الحيلة وقد عميت الأبصار وتحجرت القلوب.

ولقد كان القرآن يستدرجهم إلى ميدان التحدي، فما داموا يدعون أن مصدره بشري أرضي وليس وحيًا إلهًيا. فقد دعاهم إلى الإتيان بمثله، فقال في سخرية أليمة: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [الطور: ٣٣-٣٤] .

وبعد أن قال لهم: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود: ١٣] عاد فتحداهم بسورة واحدة، فقال مخاطبًا الناس أجمعين:


١ المرجع السابق: ص١٧.

<<  <   >  >>