للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إبراهيم:

هو النبي الكريم أبو الأنبياء، وأول حلقة في سلسلة النبوة الإبراهيمية الطاهرة، طار ذكره في العالمين وصار يمثل الميراث المشترك بين أبنائه في عقيدة التوحيد من يهود ومسيحيين ومسلمين.

ويأتي أول ذكر لإبراهيم في التوراة عند الحديث عن مولده وإخوة له من أبيه تارح الذي بدأ إنجابهم على الكبر وعمره آنذاك سبعون عامًا.

لقد كان تارح يعيش مع قبيلته في موطنهم الأصلي بمدينة أور بالعراق القديم -وإذا به يقرر فجأة الذهاب إلى أرض كنعان "فلسطين" فيرتحل إليها عبر طريق طويل مارًا بحران- مدينة القوافل -التي تقع حاليًا بتركيا قرب الحدود السورية، وهناك يموت تارح.

وفي حران تلقى إبراهيم أمرًا إلهيًا بالذهاب إلى أرض كنعان "وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران. فأخذ إبرام ساراى امرأته ولوطًا ابن أخيه وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكها في حاران، وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان" "تكوين ١٢: ٥".

لقد صمتت التوراة عن حياة إبراهيم السابقة وجهاده، فلم يبدأ ظهوره على مسرح الأحداث فيها إلا بعد أن شاخ وبلغ من العمر خمسا وسبعين عامًا.

ثم جاء القرآن الكريم يقص علينا سيرة إبراهيم منذ اشتد عوده، ويركز على جهاده الذي بدأه مبكرًا.

فلقد نشأ إبراهيم في بيئة وثنية لم تتفق عقائدها وتقاليدها مع فطرته السليمة ولذلك بدأ يتفكر في خلق السموات والأرض، وكان أن هداه الله إلى الدين الحق، فبدأ رسالته بالدعوة إلى التوحيد وهو لا يزال فتى في مطلع شبابه، وفي هذا يقول الحق:

<<  <   >  >>