للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبعد أن استقر إبراهيم بفلسطين "قالت سارى لإبرام هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة، ادخل على جاريتي.. فأخذت ساراى.. هاجر المصرية من بعد عشر سنين لإقامة إبرام في أرض كنعان وأعطتها لإبرام.. زوجة له، فدخل على هاجر فحبلت. فولدت هاجر لإبرام ابنًا.. إسماعيل. كان إبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل" "تكوين ١٦".

وتتفق الكتب المقدسة على أن إبراهيم تعرض بعد ذلك لامتحان إلهي صعب، هم فيه أن يذبح ابنه وحيده الذي زرق به على الكبر استجابة لوحي تعرض له، لكن رحمة الله تداركت الوالد الشيخ الفاني وابنه الوليد الصابر "فناداه ملاك الرب من السماء....

فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا، لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني" "تكوين ٢٢: ١١-١٢".

ولقد بينا في موضع سابق١ بما لا يدع مجالًا للشك أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق على عكس ما تقول به المصادر الإسرائيلية.

ثم كان عهد الله لإبراهيم لما قارب عمره مائة عام..

إذ "لما كان إبراهم ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لإبرام وقال له:

أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملًا، فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيرًا جدًا.

"نادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام قومي احملي الغلام وشدي يدك به لأني سأجلعه أمة عظيمة.

وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس ... وأخذت له أمه زوجة من مصر" "تكوين ٢١: ١٧-٢١".


١ راجع كتاب "فلسطين بين الحقائق والأباطيل" للمؤلف ص٤٤-٥١.

<<  <   >  >>