"هؤلاء هم بنو إسماعيل ... اثنا عشر رئيسًا حسب قبائلهم. وهذه سنو حياة إسماعيل مائة وثلاثين سنة، وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو آشور". "تكوين ٢٥: ١٦-١٨".
ويذكر التلمود أن إبراهيم كان دائم التردد على ابنه إسماعيل في موطنه البعيد بالصحراء. فقد زاره مرة وكانت له زوجة قابلت حماها بجفاء فطقلها إسماعيل؟ ولما زاره أبوه إبراهيم مرة أخرى بعد ثلاث سنوات كانت زوجته الثانية كريمة مع أبيه، فسر بها إسماعيل واصطحبها لزيارة ولاده بفسلطين١.
لقد كان لإبراهيم في الجزيرة العربية نشاط روحي عظيم، بدأه مبكرًا حين ارتحل إليها بابنه إسماعيل وأمه هاجر. وأنزلهما مهبط الأمن والسكينة.
هناك دعا الله لأهله بالخير واستودعهم من لا تضيع عنده وديعة، ثم تركهم ورحل إلى حين.
وما إن اشتد ساعد إسماعيل حتى كان له مع أبيه عمل خالد لا تزال تذكره الملايين الحاشدة من البشر عبر عشرات القرون. فنحن نعلم {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}[آل عمران: ٩٦] .
ثم ما لبث أن تعرض هذ البيت العتيق لعاديات الزمن وبغي الأهل والخلطاء، فتصدع البناء وتدنس المكان بما صنعته يد الإنسان من إفك وأضاليل. ثم كانت رحمة الله بالإنسانية حين تجدد البيت بناء وشعائر على يد إبراهيم وابنه إسماعيل وفي هذا يقول الحق: