لكن القرآن يبرئ موسى عن كل قول غليظ أن يعرضه في مثل تلك الساعات الخالجات لشيء من غضب الله، ويبين أن حديث الوحي الأول لموسى كان كله رحمة ولطفًا من الله، أظهر فيه موسى من التهذيب والخشوع والإدراك ما يتفق ووقار النبوة لشيخ في الثمانين من عمره.
لقد كان موسى واعيا أن ما يطلبه في هذا المشهد الخالد من خير يعينه على تبليغ رسالته لا بد وأن يناله، لأنه يطلب من أكرم الأكرمين. وكان حريا أن يجاب إلى طلبه وزيادة، فلقد تعهد له الله بالنصر النهائي إذ قال له:
وبعد جهد جهيد ومحن وأزمات استطاع موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر ويقودهم عبر سيناء قاصدًا أرض فلسطين.
وفي سيناء تلقى موسى التوراة. "ولما رأى الشعب "الإسرائيلي" أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه.