فنصرخ في وجهه ونقابل البنت فنعبس في وجهها وهم ينادوننا أبي أبي وتنتظرنا زوجاتنا بفارغ الصبر حتى يعود الأب الكبير والمقدم عندهم وفي حياتهم وإذا بهم يصدمون فيه وتخيب ظنونهم بعد طول انتظار له لا يكلم ولا يتكلم ما به؟ فيه عبوس وفيه غضب ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو تعب يريد الراحة ولكن سرعان ما تتبدل هذه الأمور وبسرعة إذا علم أن طارقا من أصحابه طرق الباب وإذا به شخصا آخر غير ذلك الأول فسبحان الله! ألست يا أخي قبل قليل أنت متعب ألست قبل قليل كنت عابسا؟ ألم تكن قبل قليل مجهدا؟ لم تغيرت فجأة؟ ما الذي حصل أخي الكريم؟ وكأنك نشطت من عقال.
إنها العلائق بينك وبين زوجك وأهل بيتك تركتها بل وأهملتها حتى بردت بل وتكاد تكون قد تجمدت ألا تخشى أخي أن تنظر بعد ذلك لزوجك فلا تجدها بجانبك؟ ألا تخشى أنها تنحرف عن الجادة فتتعلق بغيرك لا قدر الله وكله بسبب من؟ ألست أنت السبب الرئيسي في حرمانها من لذتها؟ أتذكر ما كان بينكما من ود ورحمة بداية زواجكما؟ أين هي الآن؟