قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين:١٤، وإن من أكبر ما أوجد عند الناس الهم والحزن تعلقهم بالأسباب المادية الدنيوية ونسيان الأسباب المعنوية، فالرزق بيد الله لا بيد أحد، والعبد مأمور ببذل السبب، والضر والنفع بيد الخالق سبحانه، واعلم أن «مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ»(١) ، فمتى ما ربط الإنسان قضاء حاجته بالمخلوق حتى إذا لم تتحقق تضجر وتحسر هو في الحقيقة لم يعلم أن هذه الأسباب مقدرة بتقدير الله سبحانه قبل أن يخلق الخلق·
إن من يتأمل في واقع الناس في هذا الوقت ويرى ما يتعرضون فيه من أمور قد تنغص عليهم حياتهم وما يقابلون ذلك من اللوم والتحسر كله من عدم معرفتهم للعلاج الذي جعله كاشفاً للغم ومزيلاً للهم، لو تمسك به الإنسان فلن يجد الهم والحزن إليه طريقاً·
(١) أبو داود ٤٠٧٧، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، وابن ماجة ٧٤، وأحمد ٢٠٦٠٧