الجديد فيه أكثر من التقليدي، والحلم فيه أكبر من الواقع، والخطأ فيه وارد، ولكنه يقول شيئا واضحا: إن هذا البلاغي يريد أن يجدد، ويعد نفسه ليضيف شيئا في الدرس البلاغي، إن أخفق فلا ترجموه، فسيقوم من عثرته، ويحاول تصحيح خطته.
وأعتقد أن هذا ما حدث، فقدت خطوت خطوات لا بأس بها في الدرس البلاغي، وتمثل لي منهج واضح المعالم "التأصيل والتجديد" الذي صار سمة معروفة لي، وهدفا أسعى إلى تحقيقه بإصرار، وما زلت أواصل الدرس، والمحاولة، والخطأ، والتجريب، والتصحيح.
واليوم أعود إلى هذا البحث الحبيب إلى قلبي، الذي شهد بداية الطريق وترقب النتائج، والخوف من التحطيم، أعود إليه بعدما نفد من المكتبات، واحتاج الباحثون أن يطلعوا عليه، ويناقشوا ما ورد فيه، فرأيت أن أغير في ترتيب الفصول، وكنت أتمنى أن أعيد الانشغال به ثانية، وأن أتوسع فيه، وأنقيه من الشوائب، وأن أضيف إضافات حقيقية، ولكني مشغول ببحث عن "بديع التراكيب في شعر أبي تمام" بعد أن انتهيت من إعادة طبع "البديع في شعر المتنبي" باسم "تشبيهات المتنبي ومجازاته"، وأواصل البحث والدرس والإشراف على الرسائل العلمية من خلال منهج "التأصيل والتجديد في البلاغة العربية"، فهذا دَيْنٌ في رقبتي للبلاغة العربية، أن أمسك التراث البلاغي بيميني، والتجديد الحقيقي بشمالي، ومعي كوكبة من خيرة شباب مصر والعالم العربي، إلى أن يقضي الله أمره، فيكمل تلاميذي المسيرة: