للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان مغرًى بجمع الكتب فحصل له منها ما لا ينحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم منها.

وله من التصنيفات: «زاد المعاد في هدي خير العباد» أربع مجلدات كتاب عظيم جدًّا، و «أعلام الموقعين عن رب العالمين» ثلاثة مجلدات، و «بدائع الفوائد» مجلدان، و «جلاء الأفهام» مجلد، و «إغاثة اللهفان» مجلد، و «مفتاح دار السعادة» مجلد ضخم، وكتاب «الروح»، و «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»، و «الصواعق المنزلة على الجهميّة والمعطلة» مجلدات، وتصانيف أخرى.

ومن نظمه قصيدة تبلغ سبعة آلاف (١) بيت سماها «الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» مجلد.

ومن كلامه: بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين. وكان يقول: لابد للسالك من همة يسيرة ترقيه وعلم يبصره ويهديه (٢).

وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وهو طويل النَّفَس فيها قصدًا للإيضاح، ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك، وله في ذلك ملَكَة قوية وهمة علوية، ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها.

مات سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ثالث عشر رجب وكانت جنازته المقدسة حافلة جدًّا، ورئيت له بعد الموت منامات حسنة، وكان هو قبل موته بمدة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته فقال: إنه


(١) يبدو هذا العدّ على التقريب، وهي في ٥٨٤٢ بيتًا كما في نشرتنا من «النونية».
(٢) هذه الكلمات لابن تيمية، كما تقدم التعليق عليها في «الدرر الكامنة» و «البدر الطالع».

<<  <   >  >>