نعم، أقول: هل يستطيع الإنسان أن يدع النسك بعد تلبسه به؟ لا يستطيع؛ لأن الله -جل وعلا- يقول:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ} [(١٩٦) سورة البقرة]، فالعمرة مأمور بإتمامها.
إذن:((دعي العمرة، وانقضي رأسك وامتشطي، وأهلي بالحج)): يعني أدخلي الحج على العمرة، و ((دعي العمرة)) يعني أفعالها المنفردة، العمرة المنفردة التي يفعلها المتمتع؛ وذلك لأنها لا تستطيع أن تحل منها، لا تستطيع أن تطوف، وإنما طهرت بعرفة، وفي بعض الروايات أنها طهرت يوم النحر، لكن لو حاضت المرأة وطهرت يوم عرفة، وصل يوم عرفة وهي ما طهرت نقول لها: أدخلي الحج على العمرة؟ أو نقول انتظري لعلك تطهرين في يوم عرفة وتؤدين العمرة، ثم تلحقين بالحاج؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
لكن لو فعلت، لو فعلت وقالت: أنا لا أرفض حتى يضيق وقت الحج، ووقت الحج -وقت الوقوف- ما يضيق -ما ينتهي- إلا بطلوع الفجر، تقول: أنا بانتظر لآتي بعمرة مفردة، والتمتع أفضل، ثم بعد ذلك إذا طهرت في يوم عرفة تطوف وتسعى وتقصر، ثم تهل بالحج، وتقف بعرفة مع الناس و ...
من أهل العلم من يرى منع العمرة في يوم عرفة، ويرى أن السنة كلها وقت للعمرة إلا يوم عرفة وما بعده؛ ما دامت متلبسة بالإحرام، لكن في مثل هذه الصورة لو فعلت تصح وإلا ما تصح؟
بل بعض الناس يقصد أنه يدخل مكة ضحى يوم عرفة، ويؤدي العمرة كاملة، ويحل منها ثم يحرم بالحج ويطلع مع الناس، فعله صحيح وإلا ليس بصحيح؟
طالب: .... عبادة .... أي عبادة أديت على وجهها ....
إيه على وجهها، على القول بأن عائشة -رضي الله عنها- طهرت يوم عرفة، وجاء في بعض الروايات أنها طافت يوم عرفة، نعم؟ وهنا تقول: فقدمت مكة وأنا حائض، لم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:((انقضي رأسك وامتشطي، وأهلي بالحج، ودعي العمرة)): يعني العمرة المستقلة بطوافها وسعيها، غير العمرة التي دخلت في الحج –أدخل عليها الحج- عمرة القارن عمرة، لكن أفعال القارن في الصورة مثل أفعال المفرد.