نعم السرعة، ومع ذلك يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- ((امض على رسلك))، فكيف بغيرها من العبادات؟
وهو كافٌّ ناقته: قد شنق -عليه الصلاة والسلام- للقصواء الزمام يرده إليه؛ لئلا تسرع، وهو كاف ناقته؛ لئلا تسرع، حتى دخل محسراً -وهو من منى-، قال:((عليكم بحصى الخذف)): يعني الحصى الذي يستعمل في الخذف، والتشبيه في الحجم؛ لأن الرمي مطلوب، والخذف ممنوع، منهي عنه، فالتشبيه هنا في الحجم لا في الكيفية، وهذا يؤيد ما رددناه مراراً أنه لا يلزم أن يكون التشبيه من كل وجه.
قال:((عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة)) وقال: "لم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبي حتى رمى الجمرة": مثل الرواية السابقة التي يستدل بها من يقول: إن التلبية تستمر إلى الفراغ من الرمي.
وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير بهذا الإسناد، غير أنه لم يذكر في الحديث:"ولم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبي حتى رمى الجمرة"، وزاد في حديثه:"والنبي -صلى الله عليه وسلم- يشير بيده كما يخذف الإنسان": نعم، يشير بيده كما يخذف الإنسان، الخذف معروف، يأتي بالحصاة التي هي بمقدار حبة الباقلاء أو البندق أو الحمص، وهو الذي يخذف به، نعم، يوضع بين الأصبعين، أو هكذا، له طرق كثيرة، أو هكذا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يشير لهم بهذه الطريقة، يصور لهم، هل يصور لهم الفعل -فعل الرمي- أو المخذوف الذي هو الحصاة؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، حتى قال بعضهم: يستحب أن تخذف الجمرة حذفاً؛ أخذاً من هذه الرواية، لكن لا يلزم التشبيه أن يكون من كل وجه، وتصوير الخذف للتأكيد على هذا الحجم.
يعني لما قرأ أبو هريرة:{وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [(١٣٤) سورة النساء]، وضع أصبعه على عينه وعلى سمعه، هل معنى هذا أنه يشبه السمع والبصر؟ أو ليؤكد أن لله -جل وعلا- سمعاً وبصراً حقيقياً، ليس بمجازي ولا يحتمل تأويل، كما أن سمع المخلوق وبصره حقيقي لا يحتمل المجاز، ولا يقتضي تشبيه هذا بهذا الله -جل وعلا- ليس كمثله شيء.