على كل حال اليوم يومٌ عظيم، والرحمات تتنزل فيه وفضل الله واسع، ولذا يرى بعض أهل العلم التعريف بالأمصار، يعني مشابهة أهل عرفة بالبقاء في المساجد أو في أماكن العبادات والدعاء، وبعضهم ينص على أنه بدعة، أما التعريف الذي نصوا على أنه ينبغي، هذا مجرد المكث، يعني مع صيام يوم عرفة تجلس في المسجد تنتظر الصلاة وتدعو الله -جل وعلا- عشية عرفة هذا هو الذي نصوا على أنه -الذي استحبه بعضهم- وأما الذي نصوا على أنه بدعة مشابهتهم من كل وجه، بمعنى أن الإنسان يلبس الإحرام وهو في بلده، ويجلس في صعيد أو في المسجد يدعو الله -جل وعلا- هذا هو البدعة.
ما معنى (ح) وحدثنا؟
مر بنا مراراً أن مسلم يكثر من هذه الحاء المفردة، وتنتطق هكذا "ح وحدثنا" وهي للتحويل من إسناد إلى آخر، والمغاربة يرون أنها الحديث، رمز للحديث.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: لا لا، هي تحويل، اللهم إلا في بعض استعمالات البخاري يتجه قول المغاربة؛ لأن البخاري يسوقها بعد ذكر السند كاملاً، وذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:"ح وحدثنا" هنا معناها الحديث؛ لأنه لا داعي للتحويل في مثل هذا.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: إيه معروف، معروف.
طالب:. . . . . . . . .
صح عن بعض أزواج النبي مرفوعاً كما يقول الإمام أحمد.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: يكفينا الترغيب في الأعمال الصالحة، ويكفينا أن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، وكونه -عليه الصلاة والسلام- ما صام، ما صام صيام داود -عليه الصلاة والسلام- نقول صيام داود غير مشروع، نقول صيام داود غير مشروع؟ مع أنه ما صام صيام داود -عليه الصلاة والسلام- رغب في العمرة في رمضان وما اعتمر في رمضان نقول غير مشروع؟
نحن يكفينا قوله -عليه الصلاة والسلام- وفعله هو الأفضل بالنسبة له -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه مبين، قد يترك العمل لا رغبةً عنه وإنما شفقةً بأمته -عليه الصلاة والسلام-.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: ليست هناك قاعدة مطردة منه -عليه الصلاة والسلام- بل كان يصوم حتى يقال إنه لا يفطر، وكان يفطر حتى يقال إنه لا يصوم.