عن ابن جرير قال حدثني عبد الله مولى أسماء قال قالت لي أسماء وهي عند دار المزدلفة: أيش معنى الدار هنا؟ المقام، هل غاب القمر؟ قلت: لا، فصلت ساعة ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟: أسماء صلت ساعة وبعض أهل العلم يستنبط من نومه -عليه الصلاة والسلام- من صلاته إلى أن أصبح أنه لم يقم تلك الليلة ولم يوتر، مع أنه -عليه الصلاة والسلام- الثابت عنه أنه لم يترك الوتر سفراً ولا حضراً، ولعله أوتر على خفاءٍ ممن ذكر الخبر وهو جابر -رضي الله تعالى عنه- بدليل أن أسماء تصلي، والنبي لم يترك الوتر، فلا يلزم منه أو لا يستدل بعمومه على ترك الصلاة في هذه الليلة، لا سيما في حق من ابتلي بالسهر –مثلاً- تجدهم يجلسون في مزدلفة من بعد صلاة الجمع خمس ساعات ست ساعات في القيل والقال، فإذا قيل لهم والوتر، قالوا: النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أوتر! النبي -عليه الصلاة والسلام- طال نومه في هذه الليلة ليتفرغ لأعمال يوم الحج الأكبر، ولا يمنع أن يوتر.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: نعم، نعم،. . . . . . . . . -عليه الصلاة والسلام- ما في إشكال، لكنه نام وأمر ونهى وأذن كل هذه ما ذكرت في النص، فالذي خفي عليه هذه الأمور قد يخفى عليه أنه أوتر، نعم الثابت عنه أنه أطال النوم في هذه الليلة.
فصلت ساعة ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: نعم، قالت: ارحل بي، فارتحلنا حتى رمت الجمرة ثم صلت في منزلها: صلت أيش؟ الصبح، رمت الجمرة يعني قبل صلاة الصبح.
فقلت لها: أي هنَتاه -أو هنْتها: بفتح النون وبتسكينها، لقد غلسنا، قالت: كلا، أي بني إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن للظعن، والمراد بالظعن النساء، ويستوي في ذلك الثقيلة الثابطة والخفيفة النشيطة، كلهن ظعن.
يقول: وحدثنيه علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس -أما عائشة فتريد إذناً خاصاً- أخبرنا عيسى بن يونس عن ابن جرير بهذا الإسناد وفي روايته قالت: لا، أي بني إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أذن لظعنه.