للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما فيه شيء -إن شاء الله- إن كان أيسر له من القاعدة العامة أنه لا شيء عليه، وهو المناسب ليسر الشريعة؛ لأن الحجاج لو كلهم اتجهوا إلى أمرٍ واحد لضاقت بهم الأرض، يعني لو قيل: ابدأوا بالرمي كلكم، ولا يجوز لأحدٍ أن يشتغل بغيره، واتجهوا كلهم إلى النحر حصل عليه المشقة، ثم بعد ذلك اتجهوا إلى ... أولاً إلى الرمي ثم النحر ثم الحلق إلى الترتيب لضاقت بهم الأرض، لكن من تيسير الله -جل وعلا- على عباده أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: ((افعلوا ولا حرج)).

وما سئل عن شيء ... الخ.

وكون بعضهم لم يشعر وبعضهم نسي وبعضهم جهل هذا وصفه، وسبب هذا الحكم -سبب هذا التيسير وهذه الرخصة- حصول هذه الأمور ممن نسي وجهل فعمت الرخصة الجميع من نسي ومن لم ينسَ، ويبقى أن الترتيب على فعله -عليه الصلاة والسلام- هو الأصل، قد رتب هذه الأمور وقال: ((خذوا عني مناسككم))، لكن إذا كان يشق على الحاج هذا الترتيب فليقدم وليؤخر وليفعل الأرفق به.

حدثنا حسن الحلواني، قال حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب بمثل حديث يونس، عن الزهري ... إلى آخره.

وحدثنا علي بن خشرم، قال أخبرنا عيسى، عن ابن جريج، قال: سمعت ابن شهاب يقول: حدثني عيسى بن طلحة، قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينا هو يخطب يوم النحر، فقام إليه رجل فقال: ما كنت أحسب يا رسول الله أن كذا وكذا قبل كذا وكذا: جاهل، ما كنت أحسب يا رسول الله أن كذا وكذا قبل كذا وكذا، ثم جاء آخر فقال يا رسول الله، كنت أحسب -أظن- أن كذا قبل كذا وكذا: لهؤلاء الثلاث، فقال: ((افعل ولا حرج)). الثلاث التي هي أيش؟ الرمي والنحر والحلق.

طالب:. . . . . . . . .

الشيخ: ما يلزم، حديث: ((إنما الأعمال بالنيات))، لا يصح عمل إلا بنية، والأعمال كلها بحاجة إلى هذا الحديث، والأمة كلها بحاجة إلى هذا الحديث، ما نقله إلا عمر، ما يضر أبداً، إذا نقله من تثبت الحجة بنقله كفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>