((ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً)): ادعى إلى غير أبيه، وهذا موجود، في بعض البلدان رسمي، الزوجة تضاف إلى زوجها باسمه، رسمي هذا، ويوجد لكنه قليل عند بعض الجهَّال ولا سيما في البادية، يذهب العم مثلاً، يكون الأب متوفى، والأم تحت هذا العم، فيذهب به إلى المدرسة وينسبه إليه، إما صراحة أو تورية، فيقول مثلاً الذي يسجل: أيش اسم الولد؟ يعطيه اسمه، وأنت إيش اسمك؟ يعطيه اسمه، فيضيفه إليه، وهذا حصل لجمع من الناس، ثم الأنظمة صعب تغيير الاسم، أقول: التغيير فيه شيء من الإجراءات، وفيه شيء من الإجراءات حتى التأديبية، فيترك، لكن هذا يجب عليه ويتعين عليه إذا بلغه مثل هذا الخبر أن يغيِّر، وينتسب إلى أبيه الحقيقي.
((ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه)): قد يكون الابن مكلوم من أبيه؛ طلق أمه وآذاها وضيق عليها، وآذى الابن تبعاً له، ثم الولد ينتسب إلى زوج أمه مثلاً، وهذا يحصل، يحصل ومع ذلك يجب عليه يتعين عليه؛ ليخرج من هذا الوعيد أن يصحح وضعه.
((أو انتمى إلى غير مواليه)): مولى ينتمي إلى بني فلان مواليه الحقيقيين، ثم يتركهم وينتمي إلى غيرهم، فمثل هذا جرم عظيم، نسأل الله السلامة والعافية.
((فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً))، وانتهى حديث أبي بكر وزهير عند قوله:((يسعى بها أدناهم))، ولم يذكرا ما بعده، وليس في حديثهما:"معلقة في قراب سيفه": وهذه من دقة الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- حيث بين ما بين الرواة من فروق.
وحدثني علي بن حجر السعدي قال: أخبرنا علي بن مسهر ح وحدثني أبو سعيد الأشجّ، قال: حدثنا وكيع جميعاً عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث أبي كريب عن أبي معاوية إلى آخره، وزاد في الحديث:((فمن أخفر مسلماً)): ((أخفر مسلماً)): يعني نقض عهده، ((فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل))، وليس في حديثهما:((من ادعى إلى غير أبيه))، وليس في رواية وكيع ذكر يوم القيامة.