طيب، {سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ}: المجاور فيه، المقيم عمره كله، {وَالْبَادِ}: الذي يأتي لأداء فرض واحد، ما فيه فرق يستوون فيه، وبعض الناس يقول: أنا لا أؤذي الناس، لكنه يترك أو يستأجر من يؤذي الناس، هو شريك له في الإثم؛ لأن بعض الناس يكل الأمر، يعطيه سجادته ويقول: احجز لي مكاناً، ويعطي شخصاً جاهلاً عنده استعداد تام للمضاربة، ويؤذي هذا ويدفع هذا، فعليه أن يتقيَ الله -جل وعلا-؛ المسألة مسألة كسب حسنات، ما هو كسب سيئات.
وقل مثل هذا فيمن يقدمون الإفطار للناس، تجد بعض المحسنين يخسر الخسائر الطائلة؛ من أجل تفطير الناس الصوام في رمضان وفي غير رمضان، لكن يكل الأمر إلى جاهل يسوم الناس سوء العذاب، ناس يقرؤون، أنت كف رجلك، أنت قم من هذا المكان، ويؤذيهم، هذا المكان محجوز من أول الشهر، يعني الإنسان الذي عنده هذه النية -نية الخير- عليه أن يتحرى فيمن يقوم مقامه من أهل العقل والرأي والحلم.
كم حصل من مضاربات داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي من أجل هذا، من أجل هؤلاء الجهال!! يعني في آخر لحظة في ليلة العيد قبيل الغروب بخمس دقائق مضاربة أمام الكعبة في صحن الحرم، وتكايس بعضهم قال: أنا لا أضارب في هذا الوقت، لكن -إن شاء الله- إذا أفطرنا ميعادك عرفة، يعني سمع هذا ما هي بافتراضات، والله سمع، هو يبي يريد أن يخرج من الحرم ليضارب بعرفة؛ لأنها من الحل، يعني الأمور المتعدية لا شك أن لها شأن في الشرع، يعني ظلم الناس هذا {إوَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}: نكرة في سياق الشرط، هذه تعم أدنى الظلم، والله المستعان.
((هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده، لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه)): قد يوجد من بعض الناس، وممن ظاهره الصلاح ممن لا يرتاح لسكنى المدينة، أو إذا ذهب إلى المدينة وأقام فيها أياماً -لا سيما مع شدة الحر مثلاً- تضايق وخرج، قال: نخرج إلى الطائف، نخرج إلى كذا، يعني هل يدخل في هذا أو لا يدخل؟