وإشارتك إلى الفضل النسبي نعم، النبي -عليه الصلاة والسلام- آخر الأنبياء وأفضل الأنبياء بلا شك، وسيد ولد آدم، ولا أحد يشك في هذا، لكن الأمور النسبية، يعني هذا من حيث الإطلاق، لكن في أمور نسبية، كون إبراهيم يكسى قبل محمد -عليه الصلاة والسلام-، نسبي، لا يقتضي التفضيل المطلق، كون النبي -عليه الصلاة والسلام- أول من تنشق عنه الأرض، فإذا قام إذا موسى آخذ بقائمة العرش، هذا تفضيل نسبي، لكن يبقى أن محمد -عليه الصلاة والسلام- أفضل الخلق، وما قررته قريب ترى، ما هو بعيد، لكن نريد أن نفرق بين من يتجه الاتجاه المبني على قواعد علمية، وبين من يبني على لا شيء، يعني من فضل المسجد النبوي لأن فيه هذه البقعة التي لا يعدلها شيء، بل هي أفضل البقاع وأحبها إلى الله -جل وعلا-؛ لوجود الجسد الطاهر فيها، نعم إذا كان على ما قال أهل العلم إذا كان المراد هذه البقعة بما تضمه من هذا الجسد فالكلام صحيح، لكن إذا كانت البقعة مجردة فلا، إذا كان مجرد .. ، القبر مجرد، أما وفيه هذا الجسد الطاهر فلا أفضل منه ولا أشرف من أي مخلوق، فالكلام الذي أشار إليه الشيخ وأن المسألة نسبية كلام صحيح ما في إشكال، فهو من هذه الحيثية كونه آخر أفضل، ويبقى تفضيل المسجد الحرام عليه من جهات أخرى.
قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن أبي عمر جميعاً عن الثقفي قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سألت أبا صالح: هل سمعت أبا هريرة يذكر فضل الصلاة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لا، ولكن أخبرني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه سمع أبا هريرة يحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة، أو كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام)).
قال: وحدثنيه زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد ومحمد بن حاتم قالوا: حدثنا يحيى القطان عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد.
قال: وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله قال: أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)).