إيه؛ لأنه أحياناً يكون مقصد الإنسان حسن، في باطنه، لكنه في الظاهر يفتح باب، يعني لو وجد مثلاً إمام في جهة ما، يعني مسافة قصر أو أكثر، لكن هذا الإمام يحضر قلبك عند قراءته، بغض النظر عن المسجد، يقول: لو أنا قصدت المسجد ما ذهبت، أنا أذهب لهذا الإمام، يعني كما تذهب إلى زيارة فلان، أو صلة فلان، أو الصلاة على فلان، يعني أنت ما قصدت البقعة، يعني حينما صلي على الشيخ مثلاً بالمسجد الحرام مثلاً، أنكر بعض الناس، من أنكر أن يُسافر من أجل هذا، لكن افترض أنه صلي عليه بالطائف حيث مات، يسافر الناس وإلا ما يسافرون؟ يسافرون؛ لأنه ليس المقصود البقعة، المقصود الصلاة براً بهذا الشيخ، كما لو كان حياً في زيارته، أو كان مريضاً في زيارته، ونقول مثل هذا: لو توفي الأب أو الأم في بلد آخر، نقول: ما يجوز أن تسافر تصلي على أبيك أو على أمك؟ ما يقول بهذا أحد، وقد وجد من ينكر، لكن لا وجه للإنكار؛ لأنه ليس المقصود السفر إلى البقعة، والإجابة بأن الصلاة عليه، السفر للصلاة عليه من أجل المسجد الحرام، لا، يعني لو كان بالطائف مثلاً، سافر الناس للصلاة عليه، يموت العلماء في الرياض، ويفد طلاب العلم من الجهات إلى الرياض، لم يسافروا من أجل تقديس بقعة، بل سافروا لأمر شرعي نظير الصلة، ونظير الزيارة، وزيارة المريض، وزيارة العالم، والرحلة في طلب العلم، المقصود أن المراد بذلك الأجر المرتب، والأمور بمقاصدها، لكن لو زار بقعة لا يعرف، أو لا يُعرف السبب، لا يعرف السبب إلا هو، إمام عادي عند الناس كلهم، يوجد في الخرج إمام عادي أو في القصيم الناس ما يعرفون له مزية، فسافر قال: أنا والله أرتاح لهذا الإمام، أنا ما ذهبت من أجل البقعة، إنما ذهبت من أجل الإمام أرتاح له، وهذا يخفى على الناس كلهم، لا شك أن مثل هذا يمنع، مثل هذا يمنع، لماذا؟ لأنه يفتح باب، والأحكام الشرعية ينبغي أن تكون معللة بعلل ظاهرة، لا تربط بعلل خفية، كثير من الناس ورأيناهم يذهبون من الرياض ومن الشرقية ومن الشمال والجنوب يعتكفون بمسجد الذي يصلي فيه المحيسني بمكة، ما ذهبوا إلى المسجد الحرام، نعم لو ذهبوا إلى المسجد الحرام، وأدوا العمرة، سافروا من أجل العمرة