صفات الرّسول
(إلياس قنصل) (حلم الشاعر أنه في أرض النبوة فكانت هذه القصيدة)
حباك رضاء الله ما كنت تطلب ... فهل لك بعد الآن يا قلب ما رب؟
أنا اليوم في أرض النبوة والتقى ... يجللني من هالة الوحي كوكب
انطلق عهد الحق من جنباتها ... فضاء الهدى وانجاب للبطل غيهب
وعز بما فيه من الخير مشرق ... وأحرز منه رحمة الصفح مغرب
وزعزع دنيا بالحقود كئيبة ... وركز دنيا بالتساهل تطرب
على صخرة الإيمان قام أساسها ... فعي عن التهديم فيها المخرب
ووطد عدلا أفقه ليس ينتهي ... وركن آمنا بدره ليس يحجب
وسنرى فما في الناس يشمخ سيد ... تذل كما تهوي الرقاب وتضرب
ولا لاتقاء السوط جنس مصفد ... ولا لاحتمال اللطم شعب معذب
وليس للون المرء أية قيمة ... إذا لم يميّزه صنيع مطيب
ولا فضل للإنسان يغزر كسبه ... إذا لم يكن للفضل ما هو يكسب
لمن رام أن يحظى بنعمة ربه ... فما بسوى التقوى إلى الله يقرب
وخطط للدارين نهجا مسددا ... أماني من يجري به لا تخيب
وفك عن الأفهام أطواق غلها ... وكانت بصحراء الفدامة تغرب
نعست كما شاء الخيال طليقة ... طرائفها الغراء تنمو وتثقب
وأبعد خوفا لا يبرره غد ... وما الخوف إلا النزاع أو هو أصعب
وزلزل عدوان القوي تشده ... وجاهة مال من يد الفقر تسلب
وحض على المعروف من غير منة ... يزول بها الأجر الذي كان يرقب
وهيأ للأجيال شرعا محددا ... يسدد ما تحتاجه ويدرب