للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: هو لم يسأله أن يتفضل عليه، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه. قيل: المراد بذلك سؤاله، وطلب الفضل منه، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط كما قال نوح عليه السلام: {إِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ١.

ومن شعر البرعي قوله:

ماذا تعامل يا شمس النبوة من ... أضحى إليك من الأشواق في كبدي

فامنع جناب صريع لا صريخ له ... نائي المزار غريب الدار مبتعد.

حليف ودك واه الصبر منتظر ... لغارة منك يا ركني ويا عضدي.

أسير ذنبي وزلاتي ولا عمل ... أرجو النجاة به إن أنت لم تجد.

وجرى في شركه إلى أن قال:

وحُلَ عقدة كربي يا محمد من ... هم على خطرات القلب مطرد.

أرجوك في سكرات الموت تشهدني ... كيما يهون إذ الأنفاس في صعد

وإن نزلت ضريحا لا أنيس به ... فكن أنيس وحيد فيه منفرد.

وارحم مؤلفها عبد الرحيم ومن ... يليه من أجله وانعشه وافتقد.

وإن دعا فأجبه واحم جانبه ... من حاسد شامت أو ظالم نكد

وقوله من أخرى:

يا رسول الله يا ذا الفضل يا ... بهجة في الحشر جاها ومقاما.

عد على عبد الرحيم الملتجي ... بحمى عزك يا غوث اليتامى.

وأقلني عثرتي يا سيدي ... في اكتساب الذنب في خمسين عاما.

وقوله:

يا سيدي يا رسول الله يا أملي ... يا موئلي يا ملاذي يوم يلقاني.

هبني بجاهك ما قدمت من زلل ... جودًا ورجح بفضل منك ميزاني.

واسمع دعائي واكشف ما يساورني ... من الخطوب ونفس كل أحزاني.


١ سورة هود آية: ٤٧.

<<  <   >  >>