للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ثبوت الحديث، لا سيما وقد احتج به من أرسله. وعن أبي محجن مرفوعًا: "أخاف على أمتي من بعدي ثلاثًا: حيف الأئمة، وإيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر". رواه ابن عساكر وحسنه السيوطي. وعن أنس مرفوعًا: "أخاف على أمتي بعدي خصلتين تكذيبًا بالقدر، وإيمانًا بالنجوم". رواه أبو يعلى وابن عدي والخطيب في كتاب "النجوم" وحسنه السيوطي أيضًا.

وروى الإمام أحمد والبخاري عن ابن عمر مرفوعًا: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا الله: ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" ١. لفظ البخاري. وعن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك ما لم تضلهم النجوم". رواه ابن مردويه. وعن ابن عمر مرفوعًا: "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا" ٢. وعن أبي هريرة قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم". رواهما ابن مردويه والخطيب.

وعن سمرة بن جندب أنه خطب فذكر حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أما بعد: فإن ناسًا يزعمون أن كسوف هذه الشمس، وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم عن مواضعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وأنهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة". رواه أبو داود. وفي الباب أحاديث وآثار غير ما ذكرنا. فتبين بهذا أن الاستدلال بالآية على صحة أحكام النجوم من أفسد أنواع الاستدلال.


١ الترمذي: الإيمان (٢٦٤١) .
٢ أبو داود: الملاحم (٤٣٣٨) , وأحمد (١/٥ ,١/٧ ,١/٩) .

<<  <   >  >>