للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (وأما من قال: مُطِرْنَا بنوء كذا ... ) إلى آخره. كالصريح فيما ذكرنا أن المراد نسبة ذلك إلى غير الله، وإن كان يعتقد أن المنَزل للمطر هو الله. ولهذا لم يقل: فأما من قال: أنزل علينا المطر أو أمطرنا بنوء كذا. قال المصنف: وفيه التفطن للكفر في هذا الموضع، يشير إلى أن المراد بالكفر هنا هو نسبة النعمة إلى غير الله كالنوء ونحوه على ما تقدم، ولما كان إنزال الغيث من أعظم نعم الله وإحسانه إلى عباده لما اشتمل عليه من منافعهم، فلا يستغنون عنه أبدًا كان من شكره الواجب عليهم أن يضيفوه إلى البر الرحيم المنعم، ويشكروه فإن النفوس قد جبلت على حب من أحسن إليها، والله تعالى هو المحسن المنعم على الإطلاق الذي ما بالعباد من نعمة فمنه وحده، كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} ١.

[تفسير قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم]

قال: ولهما من حديث ابن عباس معناه.

وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ... } ٢ إلى قوله: { ... تُكَذِّبُونَ} .

ش قوله: (ولهما) . الحديث لمسلم فقط، ولفظه عن ابن عباس قال: "مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال فنَزلت هذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} ٣ حتى بلغ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} .

قوله: (قال بعضهم) : ذكر الواقدي في "مغازيه" عن أبي قتادة أن عبد الله بن أبي هو القائل في ذلك الوقت: مطرنا بنوء الشعرى، وفي صحة ذلك نظر.

قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} ٤. هذا قسم


١ سورة النحل آية: ٥٣.
٢ سورة الواقعة آية: ٧٥.
٣ مسلم: الإيمان (٧٣) .
٤ سورة الواقعة آية: ٧٥.

<<  <   >  >>