للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسقام قال رجل: يا رسول الله وما الأسقام؟ والله ما مرضت قط قال: قم عنا فلست منا" ١ رواه أبو داود. وهذه الجملة هي آخر الحديث.

فأما قوله: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء ... " إلى آخره فهو أول حديث آخر لكن لما رواهما الترمذي بإسناد واحد عن صحابي واحد جعلهما المصنف كالحديث الواحد.

وفيه من الفوائد أن البلاء للمؤمن من علامات الخير خلافًا لما يظنه كثير من الناس، وفيه الخوف من الصحة الدائمة أن تكون علامة شر، وفيه تنبيه على رجاء الله وحسن الظن به فيما يقضيه لك مما تكره، وفيه معنى قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} الآية٢.

قال المصنف: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط" ٣. حسنه الترمذي.

ش: هذا الحديث رواه الترمذي ولفظه: حدثنا قتيبة، ثنا الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير ... " ٤ الحديث الذي قبل هذا ثم قال: وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عظم الجزاء ... " الحديث. ثم قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ورواه ابن ماجة وصححه السيوطي. وروى الإمام أحمد عن محمود بن لبيد مرفوعًا: "إذا أحب الله قومًا ابتلاهم فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع" ٥. قال المنذري: رواته ثقات.

قوله: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء"، بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما، ويجوز ضمها مع سكون الظاء، أي: من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم، فعظمة الأجر وكثرة الثواب مع عظم البلاء كيفية وكمية جزاء وفاقًا.


١ أبو داود: الجنائز (٣٠٨٩) .
٢ سورة البقرة آية: ٢١٦.
٣ الترمذي: الزهد (٢٣٩٦) , وابن ماجه: الفتن (٤٠٣١) .
٤ الترمذي: الزهد (٢٣٩٦) .
٥ أحمد (٥/٤٢٧) .

<<  <   >  >>