للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

........................... ... ......... تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا

الشرح

ثم قال: (تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا) اللف والنشر من المحسنات المعنوية وهو: ذِكْرُ متعدِّد على التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل من غير تعيين (١) اعتماداً على أن السامع الفطِن يردُّ إلى كلٍ منهما ما هو له، فإذا أتى المتكلم بمتعدّدٍ، وبعده جاء بمتعدّد آخر يتعلّق كلّ فرد من أفراده بفرد من أفراد السابق بالتفصيل ودون تعيين سُمِّيَ صَنيعُه هذا "لفَّاً ونشراً"، فإن كان على الترتيب بأن كان الأول للأول والثاني للثاني وهكذا فاللف والنشر على الترتيب، وإلا فعلى غير الترتيب. وهنا حصل اللف على الترتيب فالناظم مثّلَ للأوزان الأربعة المذكورة في البيت السابق على حسب ترتيبها في الذِّكْر، فبدأ بالتمثيل لفَعَلَ بـ"كتَبَ"، ثم مثَّل لِفَعِلَ بـ"عَلِمَ"، ثم مثَّلَ لِفَعُلَ بـ"ظَرُفَ"، ثم مثّلَ لِفَعْلَلَ بـ"دحْرَجَ".

وقوله: (قد وفا) يقال: وَفَى الشيء يَفِي أي: تمَّ.


(١) فإن عيّن سُمي ذلك تقسيماً لا لفاً ونشراً.

<<  <   >  >>