للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمَدُ ربِّي مَن لِكَونٍ صرَّفا ... ........................................

الشرح

قال الناظم تبركاً باسم الله العظيم، واقتداء بكتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم) أي: أنظم؛ إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يُضْمِرُ ما جعل التسمية مبدأً له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال: بسم الله كان المعنى بسم الله أحل، وبسم الله أرتحل، و (الله) عَلَمٌ للذات الواجب الوجود، و (الرحمن الرحيم) اسمان بُنيا للمبالغة من رَحِم، والرحمن ابلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى (أحمدُ ربي) الحمد لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم، والربُّ من أسماء الله تعالى (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) أي: الذي صرَّف هذا الكون، فهو المتصرِّف فيه بالخلق والإعدام.

وفي قول الناظم: (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال، ومعناها عند أهل البلاغة أن يذكر المتكلِّمُ في أول كلامه ما يُشْعِرُ بمقصوده، وهنا قدمَّ الناظم هذه العبارة في أول منظومته ليشير بها إشارة لطيفة إلى ما سيتكلم عنه فيها وهو علم الصرف.

<<  <   >  >>