للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَفْعَلَتْ مُفْعِلَةٌ بالضمِّ لَهْ ... غيرُ الثُّلاثيْ نادراً بِهِ اجْعَلَهْ

الشرح

ثم قال: (وأَفْعَلَتْ مُفْعِلَةٌ بالضمِّ لَهْ) أي: أنه قد يُصاغ من الاسم فِعْلٌ على وزن "أفْعَلَ" ثم يؤتى بالوصف منه على وزن "مُفْعِلَة" بكسر العين، وصفاً للأرض للدلالة على ما كثُر فيها، نحو: "أَعْشَبتِ الأرض فهي مُعْشِبة" أي: كَثُرَ عُشبُها.

وقوله: (بالضمّ) أي: ضم الميم. وقوله: (لَهْ) أي: لِما كَثُر في الأرض.

ثم قال: (غيرُ الثُّلاثيْ نادراً بِهِ اجْعَلَهْ) تقدم أن صوغ المفعَلة لا يكون إلا من اسم ثلاثي، وذكر الناظم هنا أنه قد تُصاغ نادراً من غير الثلاثي - أي: من اسم رباعي الأصول-، نحو: "أرضٌ مُثعْلبة" -أي: كثيرة الثعالب -، "أرضٌ مُعَقْربة" - أي: كثيرة العقارب -.

وهي بفتح العين على مذهب سيبويه، وبكسرها على مذهب غيره، قال سيبويه: "ولو قلت من بنات الأربعة على قولك: "مأسدةٌ" لقلت: "مثعلَبةٌ لأن ما جاوز الثلاثة يكون نظير المفعل منه بمنزلة المفعول وقالوا: "أرض مثعلَبةٌ ومعقرَبةٌ" (١).

وقال الزبيدي: "وأرض مُعقرِبة" بكسر الراء" (٢).

وقال الفيومي: "وأرض "مُعَقْرِبَةٌ" اسم فاعل ذات عَقَارِبَ، كما يقال: مُثَعْلِبَة ومُضَفْدِعة ونحو ذلك" (٣).


(١) انظر: كتاب سيبويه (٤/ ٩٤).
(٢) انظر: تاج العروس من جواهر القاموس (٣/ ٤٢٥).
(٣) انظر: المصباح المنير (ص: ٢١٨).

<<  <   >  >>