للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توهمتها ألوى بأجفانها الكرى ... كرى النوم أو مالت بأعطافها الخمر

ومما يقطر منه ماء الظرف قول كشاجم:

يا من لأجفان قريحه ... سهدت لأجفانٍ مليحه

لم تترك المقل المري ... ضة في جارحةً صحيحه

ولم أسمع في هذا المعنى أحسن من قول أبي العشائر في المذكور:

للعبد مسألة إليك جوابها ... إن كنت تذكره فهذا وقته

ما بال ريقك ليس ملحاً طعمه ... ويزيدني عطشاً إذا ما ذقته

وقول مؤلف الكتاب:

ثغرٌ كمثل البرق حسن برقه ... يشفي عليل المستهام بريقه

قد بت ألثمه وأرتشف المنى ... من ثغره وعقيقه ورحيقه

وما أحسن قول الآخر:

هي الخمر في حسنٍ بل الخمر ريقها ... ورقة ذاك اللون في رقة الخمر

فقد جمعت فيها خمورٌ ثلاثةٌ ... وفي واحدٍ سكرٌ يزيد على السكر

وقول ابن سكره:

الخد وردٌ والصدغ غاليةٌ ... والريق خمرٌ والثغر من برد

لكل جزءٍ من حسنها بدعٌ ... تودع قلبي روائع الكمد

وقول أبي نواس:

يا قمراً أبصرت في مأتمٍ ... يندب شجواً بين أتراب

يبكي فيلقي الدر من نرجس ... ويلطم الورد بعناب

وقول أبي الفرج:

قالت وقد فتكت فينا لواحظها ... ألم يكن لقتيل الحب من قود

<<  <   >  >>