للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دنوت تواضعاً وعلوت مجداً ... فشأناك: انحدارٌ وارتفاع

كذاك الشمس تبعد أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاع

وللوأواء:

من قاس جودك بالغمام فما ... أنصف في الحكم بين شكلين

أنت إذا جدت ضاحكٌ أبداً ... وهو إذا جاد دامع العين

وقال المتنبي:

فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال

وقوله أيضاً:

ليس التعجب من مواهب ماله ... بل من سلامتها إلى أوقاتها

عجبا له حفظ العنان بأنملٍ ... ما حفظها الأشياء من عاداتها

ذكر الأنام لنا، وكان قصيدةً ... كنت البديع الفرد من أبياتها

وقوله أيضاً:

الناس ما لم يروك أشباه ... والدهر لفظٌ وأنت معناه

والجود عينٌ وأنت ناظرها ... والبأس باعٌ وأنت يمناه

إن كان فيما نراه من كرمٍ ... فيك مزيدٌ، فزادك الله

وليس لقول كشاجم شبيهٌ:

شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ ... من شر أعينهم بعيبٍ واحد

ومن أحسن ما قيل في الجود قول البحتري:

ملكٌ أطاعته العلى فأطاعها ... في ماله وعصى على عذاله

<<  <   >  >>