للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألم ترنا نهدي إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله

وفي معناه قول ابن طباطبا:

لا تنكرن إذا أهديت نحوك من ... علومك الغر أو آدابك النتفا

فقيم الباغ قد يهدي لمالكه ... برسم خدمته عن باغه التحفا

كتب أحمد بن يوسف إلى علي بن يحيى:

من سنة الأملاك فيما مضى ... من سالف الدهر وأحواله

هدية العبد إلى ربه ... في جدة الدهر وإقباله

فقلت ما أهدي إلى سيدٍ ... حالي إذا فكرت من حاله

إن أهد نفسي فهي في ملكه ... أو أهد مالي فهو من ماله

فليس إلا الحمد والشكر وال ... مدح الذي يبقى لأمثاله

ومنها كتب إلى بعض الرؤساء:

هديتي تقصر عن همتي ... وهمتي تعلو على مالي

فخالص الود ومحض الهوى ... أحسن ما يهديه أمثالي

ومن أحسن ما قيل في إهداء خاتمٍ قول بعض الكتاب:

هديتي خاتمٌ لذي أدبٍ ... مذكرةٌ عهد ود خادمه

لو نقشت مقلةٌ بناظرها ... لصير العين فص خاتمه

أحسن ما قيل في إهداء كرسيً قول منصورٍ الفقيه:

عشت حميداً وطال عمرك ... وطاب في المكرمات ذكرك

أهديت شيئاً يقل لولا ... أحدوثه الفأل والتبرك

كرسي تفاءلت فيه لما ... رأيت مقلوبه يسرك

وأهدى بعضهم إلى صديقٍ له نبقاً وكتب إليه:

تفاءلت بأن تبقى ... فأهديت لك النبقا

فأبقاك إله الخل ... ق ما سرك أن تبقى

وأشقى الله شانيك ... وحاشا لك أن تشقى

<<  <   >  >>