للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من غير تخلّل شيء، وهاهنا الحركة متخلّلة بين آخر الكلمة والتنوين. ولم يقل آخر الاسم ليشمل تنوين الترنّم في الفعل. والقيد الأخير لإخراج نون التأكيد الخفيفة، كذا في الفوائد الضيائية.

وفي المغني: النون تأتي على أربعة أوجه. الأول نون التأكيد وهي خفيفة وثقيلة، وهما أصلان عند البصريين. وقال الكوفيون الثقيلة أصل. قال الخليل: التوكيد بالثقيلة أبلغ وتختصان بالفعل.

والثاني نون الإناث نحو يذهبن وهي اسم خلافا للمازني «١». والثالث نون الوقاية وتسمّى نون عماد أيضا وهي تلحق قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة: الفعل واسم الفعل والحرف لحفظ حركة ما قبلها، ولذا سمّيت نون وقاية.

والرابع التنوين وهو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الكلمة بغير توكيد فخرج نون حسن ونون لنسفعا وأقسامه خمسة. تنوين التمكن وهو اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاما ببقائه على أصله ويسمّى تنوين الأمكنية. وتنوين الصرف أيضا كزيد ورجل. وتنوين التنكير وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها كصه ومه. وتنوين المقابلة كمسلمات جعل في مقابلة لنون في مسلمين، وقيل هو عوض من الفتحة نصبا، وقيل وهو تنوين التمكن. وتنوين العوض وهو اللاحق عوضا من حرف أصلي أو زائد أو مضاف إليه مفردا وجملة كتنوين جوار عوض من الياء المحذوفة وجندل فإنه عوض من ألف جنادل، قاله ابن مالك. ونحو كل وبعض إذا قطعا عن الإضافة، ونحو يومئذ. وتنوين الترنّم وهو اللاحق للقوافي المطلقة بدلا من حروف الإطلاق وهو الألف والياء والواو.

والذي صرّح به سيبويه وغيره من المحققين أنه جيء به لقطع الترنم وهو التغني الذي يحصل بحروف الإطلاق لقبولها مدّ الصوت، فإذا أنشدوا ولم يترنّموا جاءوا بالنون في مكانها، ولا يختص هذا التنوين بالاسم. وزاد الأخفش والعروضيون تنوينا سادسا سمّوه الغالي بالغين المعجمة وهو اللاحق للقوافي المقيّدة، سمّي به لتجاوزه حدّ الوزن ويسمّي الأخفش الحركة التي قبلها غلوا، وفائدته الفرق بين الوقف والوصل.

وجعله ابن بعيش «٢» من نوع تنوين الترنّم زاعما أن الترنّم يحصل نفسها لأنها حرف أغن. وأنكر الزجاج «٣» والسيرافي «٤» ثبوت هذا التنوين البتة لأنه يكسر الوزن. واختار هذا ابن مالك. وزعم أبو الحجاج بن مغرور «٥» أنّ ظاهر كلام سيبويه في المسمّى تنوين الترنّم أنه نون عرضت من المدّة وليس بتنوين. وزعم مالك في التّحفة أنّ

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج ١ ٥٢٠ التنوين: ..... ص: ٥١٩

جعله ابن بعيش «٢» من نوع تنوين الترنّم زاعما أن الترنّم يحصل نفسها لأنها حرف أغن. وأنكر الزجاج «٣» والسيرافي «٤» ثبوت هذا التنوين البتة لأنه يكسر الوزن. واختار هذا ابن مالك. وزعم أبو الحجاج بن مغرور «٥» أنّ ظاهر كلام سيبويه في المسمّى تنوين الترنّم أنه نون عرضت من المدّة وليس بتنوين. وزعم مالك في التّحفة أنّ


(١) هو بكر بن محمد بن حبيب بن بقية، أبو عثمان المازني. توفي بالبصرة عام ٢٤٩ هـ/ ٨٦٣ م. أحد أئمة النحو. له تصانيف عدة. الاعلام ٢/ ٦٩، وفيات الاعيان ١/ ٩٢، معجم الادباء ٢/ ٢٨٠، إنباه الرواة ١/ ٢٤٦.
(٢) هو يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا محمد بن علي، أبو البقاء، موفق الدين الأسدي المعروف بابن يعيش وبابن الصانع. ولد بحلب عام ٥٥٣ هـ/ ١١٦١ م. وفيها توفي عام ٦٤٣ هـ/ ١٢٤٥ م. من كبار علماء العربية له نوادر ظريفة، وبعض المؤلفات النحوية. الاعلام ٨/ ٢٠٦، وفيات الاعيان ٢/ ٣٤١، شذرات الذهب ٥/ ٢٢٨، اعلام النبلاء ٤/ ٤١١، بغية الوعاة ٤١٩، مفتاح السعادة ١/ ١٥٨.
(٣) هو ابراهيم بن السّري بن سهل أبو إسحاق الزجّاج. ولد ببغداد عام ٢٤١ هـ/ ٨٥٥ م. وتوفي فيها عام ٣١١ هـ/ ٩٢٣ م.
عالم بالنحو واللغة. له العديد من المؤلفات الهامة. الاعلام ١/ ٤٠، معجم الأدباء ١/ ٤٧، إنباه الرواة ١/ ١٥٩، تاريخ آداب اللغة ٢/ ١٨١، تاريخ بغداد ٦/ ٨٩، وفيات الاعيان ١/ ١١.
(٤) ابو الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، أبو سعيد. ولد بسيراف عام ٢٨٤ هـ/ ٨٩٧ م. وتوفي ببغداد عام ٣٦٨ هـ/ ٩٧٩ م. نحوي، عالم بالأدب. كان معتزليا متعفّفا. له عدة مصنفات هامة في اللغة والنحو. الاعلام ٢/ ١٩٥، وفيات الاعيان ١/ ١٣٠، نزهة الألباء ٣٧٩، الجواهر المضية ١/ ١٩٦، لسان الميزان ٢/ ٢١٨، تاريخ بغداد ٧/ ٣٤١.
(٥) هو يوسف بن معزوز القيسي المرسي، ابو الحجاج، توفي بمرسية في الاندلس عام ٦٢٥ هـ/ ١٢٢٨ م. عالم بالعربية، له عدة مؤلفات.
الاعلام ٨/ ٢٥٤، بغية الوعاة ٤٢٤، كشف الظنون ٢١٢.