للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فائدة:

في ذكر شروط الحذف وهي ثمانية.

الأول وجود دليل حالي أو مقالي إذا كان المحذوف جملة بأسرها نحو قالُوا سَلاماً «١» أي سلمنا سلاما، ونحو وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً «٢». أو أحد ركنيها نحو قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ «٣» أي سلام عليكم أنتم قوم منكرون، فحذف خبر الأولى ومبتدأ الثانية. أو لفظا يفيد معنى فيها هي مبنية عليه نحو تالله تفتؤا. وأما إذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه وجدان الدليل ولكن يشترط أن لا يكون في حذفه ضرر معنوي كما في قولك ما ضربت إلّا زيدا، أو صناعي كما في قولك زيدا ضربته وقولك ضربني وضربت زيد.

ولاشتراط الدليل امتنع حذف الموصوف في نحو رأيت رجلا أبيض بخلاف رأيت رجلا كاتبا.

وحذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج ١ ٦٣٧ فائدة: ..... ص: ٦٣٧

حذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.

ومن الأدلة ما هو صناعي أي تختصّ بمعرفة النحو فإنه إنما عرف من جهة الصناعة وإعطاء القواعد وإن كان المعنى مفهوما كقولهم في لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ «٤» أنّ التقدير لأنا أقسم وذلك لأنّ فعل الحال لا يقسم عليه. ويشترط في الدليل اللفظي أن يكون طبق المحذوف فلا يجوز زيد ضارب وعمرو أي ضارب، ويراد بالمحذوف معنى يخالف المذكور. ومن الأدلة العقل حيث يستحيل صحة الكلام عقلا إلّا بتقدير محذوف، ثم تارة يدل على أصل الحذف من غير دلالته على تعيينه بل يستفاد التعيين من دليل آخر نحو حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ «٥» فإنّه لمّا لم تصح إضافته إلى الإحرام دلّ العقل على حذف شيء، وأمّا تعيينه وهو التناول فمستفاد من قوله عليه السلام والصلاة «إنّما حرم أكلها» «٦». وتارة يدل على التعيين أيضا نحو وَجاءَ رَبُّكَ «٧» أي أمر ربك بمعنى عذابه لأنّ العقل دلّ على استحالة مجيء الربّ تعالى، وعلى أنّ الجائي أمره. وتارة يدلّ على التعيين عادة نحو فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ «٨» دلّ العقل على الحذف لأنّ يوسف لا يصلح ظرفا للّوم. ثم يحتمل أن يقدّر لمتنني في حبه لقوله تعالى قَدْ شَغَفَها حُبًّا «٩» وفي مراودته لقوله تعالى تُراوِدُ فَتاها «١٠»، والعادة دلّت على الثاني لأنّ الحبّ المفرط لا يلام صاحبه عليه عادة لأنه ليس اختياريا بخلاف المراودة. وتارة يدلّ عليه التصريح به في موضع آخر وهو أقواها نحو رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ «١١» أي من عند الله بدليل وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «١٢». ومن الأدلة علي أصل الحذف العادة بأن يكون العقل


(١) الفرقان/ ٦٣.
(٢) النحل/ ٣٠.
(٣) الذاريات/ ٢٥.
(٤) القيامة/ ١.
(٥) المائدة/ ٣.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الذبائح والصيد، باب جلود الميتة ٦٢، ونص الحديث كما رواه ابن عباس: «أن رسول الله (ص) مرّ بشاة ميّتة فقال: هلّا استمتعتم بإهابها؟ قالوا: إنها ميتة. قال: إنما حرّم أكلها». وكذلك اخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحيض، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ، ١٠/ ٣٦٣.
(٧) الفجر/ ٢٢.
(٨) يوسف/ ٣٢.
(٩) يوسف/ ٣٠.
(١٠) يوسف/ ٣٠.
(١١) البيّنة/ ٢.
(١٢) البقرة ١٠١.