يمشي ويُزجي موجَه فكأنَّه ... لما انتهبنا ما يُواري مُقصِب
وقد امتطينا زَوْرقاً فيه فقُلْ ... صُبحٌ تمشَّى في سناهُ غَيْهب
فتراه طَوْراً طائراً ولربما ... ضُمَّتْ جَناحاه إليه فيُجْنِب
ولنا شِباكٌ قد تجاذبَ غَزْلها ... ضدَّانِ يطفُو ذا وهذا يَرْسُب
نُسجتْ كنَسج الدِّرعِ لكنَّ الرَّدى ... لم يعدُ لابسَها إذا ما يُطْلَب
تُبدي لنا سَمَكاً أرادتْ أن يُرى ... حسَناً بها فلأجله تتقلَّبُ
فكأنَّها جَمدتْ من الماءِ الَّذي ... حصباؤُهُ من صَفْوه لا تُحجبُ
يا نهرَ شُقرٍ فيكَ أدركتُ المُنى ... فلأنتَ من نَهر إليَّ مُحبَّبُ
يَهنيك إذ حُزْتَ المحاسنَ كلَّها ... أنِّي سأشعرُ في حُلاك وأخطبُ
وله:
انظُرْ إلى الوادي غَدا كدراً ... وصفاؤُهُ قد عاد كالعَلَقِ
فكأنَّهُ لمَّا بدَا أُفقٌ ... سالتْ عليهِ حُمرةُ الشَّفقِ
وله ممَّا يُكتب على قوس:
ما انآد مُعتَقَلُ القَنا إلاَّ لأنْ ... يحكي تأطُّرَ قامتي العوجاءِ
تَحنو الضُّلوعُ على القلوبِ وإنَّني ... ضِلَعٌ توافيها بأعضلِ داءِ
وله وقد أهدى ورداً:
خذها إليكَ أبا عبد الإلهِ فقد ... جاءتكَ مثلَ خدودٍ زانها الخفرُ
أتتك تحكي سجايا منك قد عذبَتْ ... لكنْ تغيُّر هذا دونَهُ الغيرُ
إنْ شمتَ منها بروقَ الغيثِ لامعةً ... فسوفَ يأتيكَ من ماءٍ لها مطرُ
وكتب إليَّ مع تحفةٍ أهداها مكافئاً عن مثلها:
يا واحدَ الأدبِ الَّذي قدْ زانَهُ ... بمناقبٍ جعلتهُ فارسَ مِقْنِبهْ