بالفضلِ بالهبةِ ابتدأتَ فإنْ تُعِرْ ... طَرَفَ القبولِ لما وهبت ختمتَ بهْ
وله ارتجالاً من قصر الإمارة من بلنسية، وأنا حاضرٌ في صبيحة بعض الجمع، وقد حُجم صاحبٌ لنا من أهل النظم والنثر وأُحسن إلى الحجام المخصوص:
أرى منْ جاءَ بالموسى مواسى ... وراحةُ ذي القريضِ تعودُ صفرا
فهذا مخفقٌ إنْ قَصَّ شِعْراً ... وهذا مُنجحٌ إن قصَّ شَعرا
وله أيضاً:
هو ما علمتَ من الأميرِ فما الَّذي ... تزدادُ منهُ وفيهِ لا ترتابُ
لا يتَّقي الأجنادُ في أيَّامِهِ ... فقراً ولا يرجو الغنى الكتَّابُ
وله بعد انفصاله من بلنسية عن وحشةٍ في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة:
أسيرُ بأرجاءِ الرجاءِ وإنَّما ... حديثُ طريقي طارقُ الحدثانِ
وأُحضرُ نفسي إن تقدمتُ خيفةً ... لغضِّ عنانٍ أو لعضِّ زمانِ
أينزلُ حظِّي للحضيضِ وقد سرى ... لإمكانِهِ فوق الذُّرى جبلانِ
وأخبطُ في ليلِ الحوادثِ بعدما ... أضاءَ لعيني منهما القمرانِ
فيحيى لآمالي حياةً معادةً ... وإنَّ عزيزاً عِزَّةٌ لمكاني
وقالوا اقترح إنَّ الأمانيَّ منهما ... وإن كنَّ فوق النَّجم تحت ضمانِ
فقلت إذا ناجاهما بقَضيَّتي ... ضميريَ لم أحفلْ بشرح لساني
وله أيضاً:
سلب الكرى من مقلتيَّ فلم يجئ ... منه على نأيٍ خيالٌ يَطرقُ