٣٠٣ - أخبرنا محمد بن أحمد عثمان، حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:((لا تبينوا في المسجد فتحتلموا)). ⦗٣٢٣⦘ ثم إن القوم بنوا بيوتاً حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد، وإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن رسول الله يأمرك أن تخرج من المسجد، فقال: سمعاً وطاعةً، فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعةً لله ولرسوله غير أني أرغب إلى الله في خوخة في المسجد، فأبلغه معاذ ما قال عمر! ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية فقال: سمعاً وطاعةً، فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه وقال: سمعاً وطاعة لله ورسوله. وعلي على ذلك يتردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بنى له بيتاً في المسجد بين أبياته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:((اسكن طاهراً مطهراً))، فبلغ حمزة قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب؟ فقال له نبي الله:((لا، لو كان الأمر لي ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله أبشر))، فبشره النبي صلى الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيداً. ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيباً فقال:((إن رجالاً يجدون في أنفسهم في أني أسكنت علياً في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته! إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه {أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة}، وأمر ⦗٣٢٤⦘ موسى أن لا يسكن مسجده، ولا ينكح فيه، ولا يدخله إلا هارون وذريته، وإن علياً مني بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته، فمن ساءه فهاهنا)) وأومأ بيده نحو الشام.