٤١٤ - أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، حدثنا أبو علي محمد بن علي بن المعلى السلمي المعدل، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر، حدثنا جابر بن كردي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مبارك -يعني بن فضالة- حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن علياً ⦗٤٣٠⦘ احتاج حاجة شديدة ولم يكن عنده شيء، فخرج من البيت فوجد ديناراً فعرفه فلم يعرفه أحد، فقالت فاطمة عليها السلام: ما عليك لو جعلتها على نفسك وابتعت بها لنا دقيقاً، فإن جاء صاحبه رددته عليه. قال: فخرج يبتاع به دقيقاً فأتى رجلاً معه دقيق فقال: كم بدينار؟ فقال: كذا، وكذا، فقال: كل. فكال فأعطاه الدينار، فقال: والله لا آخذه! قال: فرجع إلى فاطمة عليها السلام فأخبرها فقالت: سبحان الله أخذت دقيق الرجل وجئت بدينارك، قال: حلف أن لا يأخذه، فما أصنع؟ قال: فمكث يعرف الدينار وهم يأكلون الدقيق، حتى نفد ولم يعرفه أحد، فخرج يشتري به دقيقاً فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق قال: كم بدينار؟ قال: كذا وكذا، قال: كل. فكال له، فأعطاه فحلف أن لا يأخذه فجاء بالدينار والدقيق فأخبر فاطمة عليها السلام فقالت: سبحان الله جئت بالدقيق ورجعت بدينارك؟ فقال: فما أصنع؟ حلف أن لا يأخذه حتى ينفد، قالت: كان لك أن تبادره إلى اليمين. قال: فمكث يعرف الدينار وهم يأكلون الدقيق حتى نفد، قال: فخرج يشتري دقيقاً فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق! قال: كم بدينار؟ قال: كذا وكذا! قال: كل، فكال له فقال علي: والله لتأخذنه، ثم رمى به وانصرف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام:((يا علي كيف كان أمر الدينار؟)) فأخبره أمره وما صنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أتدري من الرجل؟ ذاك جبرائيل صلوات الله عليه، وكان رزقاً ساقه الله إليكم، والذي نفسي بيده لو لم تحلف ما زلت تجده ما دام الدينار في يدك)).