٤٤٤ - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بابن الكاتب البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد المصري، حدثنا أبو علاثة القارضي بمصر، حدثنا جدي حدثني عبد الله بن محمد المصري، حدثنا ابن وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فطفت بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة، ورميت أبا قبيس فوجدت رجلاً يدعو وهو يقول: يا رب يا رب، حتى انطفا نفسه، ثم قال: يا ذا الجلال والإكرام، حتى انطفا نفسه، ثم قال: أي رب أي رب، حتى انطفا نفسه، ثم قال: اللهم إن بردي قد خلقا فاكسني، وأنا جائع فأطعمني فما شعرت إلا بسلة عنب لا عجم له، وبردين ملقاءين فخرجت إليه وجلست لآكل معه فقال لي: مه! قلت له: أنا شريك في هذا الخير، فقال: ⦗٤٥٥⦘ بماذا؟ قلت: كنت تدعو وأنا أؤمن على دعائك، فقال لي: كل ولا تدخر شيئاً. فأكلنا وليس في البلد إذ ذاك عنب! ثم انصرفنا عن ري ولم ينقص من السلة شيء، ثم قال: خذ أحد البردين إليك. فقلت: أنا عنهما غني، فقال لي: فتوار عني حتى ألبسهما، فتواريت فلبسهما وأخذ الأخلاق بيده، ونزل فاتبعته، فلقيه سائل فقال له: اكسني كساك الله يا بن رسول الله. فأعطاه الأخلاق فاتبعت السائل فقلت: من هذا؟ فقال لي: هذا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.